Muslim Library

تفسير ابن كثر - سورة الفرقان - الآية 25

خيارات حفظ الصفحة والطباعة

حفظ الصفحة بصيغة ووردحفظ الصفحة بصيغة النوت باد أو بملف نصيحفظ الصفحة بصيغة htmlطباعة الصفحة
Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا (25) (الفرقان) mp3
يُخْبِر تَعَالَى عَنْ هَوْل يَوْم الْقِيَامَة وَمَا يَكُون فِيهِ مِنْ الْأُمُور الْعَظِيمَة فَمِنْهَا اِنْشِقَاق السَّمَاء وَتَفَطُّرهَا وَانْفِرَاجهَا بِالْغَمَامِ وَهُوَ ظُلَل النُّور الْعَظِيم الَّذِي يُبْهِر الْأَبْصَار وَنُزُول مَلَائِكَة السَّمَوَات يَوْمئِذٍ فَيُحِيطُونَ بِالْخَلَائِقِ فِي مَقَام الْمَحْشَر ثُمَّ يَجِيء الرَّبّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِفَصْلِ الْقَضَاء . قَالَ مُجَاهِد وَهَذَا كَمَا قَالَ تَعَالَى : " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيهِمْ اللَّه فِي ظُلَل مِنْ الْغَمَام وَالْمَلَائِكَة " الْآيَة قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمَّار بْن الْحَارِث حَدَّثَنَا مُؤَمَّل حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ يُوسُف بْن مِهْرَان عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَة " وَيَوْم تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَة تَنْزِيلًا" قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا يَجْمَع اللَّه تَعَالَى الْخَلْق يَوْم الْقِيَامَة فِي صَعِيد وَاحِد الْجِنّ وَالْإِنْس وَالْبَهَائِم وَالسِّبَاع وَالطَّيْر وَجَمِيع الْخَلْق فَتَنْشَقّ السَّمَاء الدُّنْيَا فَيَنْزِل أَهْلهَا وَهُمْ أَكْثَر مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس وَمِنْ جَمِيع الْخَلْق فَيُحِيطُونَ بِالْجِنِّ وَالْإِنْس وَبِجَمِيعِ الْخَلْق ثُمَّ تَنْشَقّ السَّمَاء الثَّانِيَة فَيَنْزِل أَهْلهَا فَيُحِيطُونَ بِالْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ نَزَلُوا قَبْلهمْ وَبِالْجِنِّ وَالْإِنْس وَجَمِيع الْخَلْق وَهُمْ أَكْثَر مِنْ أَهْل السَّمَاء الدُّنْيَا وَمِنْ جَمِيع الْخَلْق ثُمَّ تَنْشَقّ السَّمَاء الثَّالِثَة فَيَنْزِل أَهْلهَا وَهُمْ أَكْثَر مِنْ أَهْل السَّمَاء الثَّانِيَة وَالسَّمَاء الدُّنْيَا وَمِنْ جَمِيع الْخَلْق فَيُحِيطُونَ بِالْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ نَزَلُوا قَبْلهمْ وَبِالْجِنِّ وَالْإِنْس وَجَمِيع الْخَلْق ثُمَّ كَذَلِكَ كُلّ سَمَاء عَلَى ذَلِكَ التَّضْعِيف حَتَّى تَنْشَقّ السَّمَاء السَّابِعَة فَيَنْزِل أَهْلهَا وَهُمْ أَكْثَر مِمَّنْ نَزَلَ قَبْلهمْ مِنْ أَهْل السَّمَوَات وَمِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس وَمِنْ جَمِيع الْخَلْق فَيُحِيطُونَ بِالْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ نَزَلُوا قَبْلهمْ مِنْ أَهْل السَّمَوَات وَبِالْجِنِّ وَالْإِنْس وَجَمِيع الْخَلْق كُلّهمْ وَيَنْزِل رَبّنَا عَزَّ وَجَلَّ فِي ظُلَل مِنْ الْغَمَام وَحَوْله الْكَرُوبِيُّونَ وَهُمْ أَكْثَر مِنْ أَهْل السَّمَوَات السَّبْع وَمِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس وَجَمِيع الْخَلْق لَهُمْ قُرُون كَأَكْعُب الْقَنَا وَهُمْ تَحْت الْعَرْش لَهُمْ زَجَل بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيل وَالتَّقْدِيس لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا بَيْن أَخْمَص قَدَم أَحَدهمْ إِلَى كَعْبه مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَمَا بَيْن كَعْبه إِلَى رُكْبَتَيْهِ مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام مَا بَيْن رُكْبَته إِلَى حُجْزَته مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَمَا بَيْن حُجْزَته إِلَى تَرْقُوَته مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَمَا بَيْن تَرْقُوَته إِلَى مَوْضِع الْقُرْط مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَمَا فَوْق ذَلِكَ مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَجَهَنَّم مُحِسَّة هَكَذَا رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم بِهَذَا السِّيَاق وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا الْقَاسِم حَدَّثَنَا الْحُسَيْن حَدَّثَنِي الْحَجَّاج عَنْ مُبَارَك بْن فَضَالَة عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد بْن جُدْعَان عَنْ يُوسُف بْن مِهْرَان أَنَّهُ سَمِعَ اِبْن عَبَّاس يَقُول : إِنَّ هَذِهِ السَّمَاء إِذَا اِنْشَقَّتْ يَنْزِل مِنْهَا مِنْ الْمَلَائِكَة أَكْثَر مِنْ الْإِنْس وَالْجِنّ وَهُوَ يَوْم التَّلَاق يَوْم يَلْتَقِي أَهْل السَّمَاء وَأَهْل الْأَرْض فَيَقُول أَهْل الْأَرْض جَاءَ رَبّنَا ؟ فَيَقُولُونَ لَمْ يَجِئْ وَهُوَ آتٍ ثُمَّ تَنْشَقّ السَّمَاء الثَّانِيَة ثُمَّ سَمَاء سَمَاء عَلَى قَدْر ذَلِكَ مِنْ التَّضْعِيف إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَيَنْزِل مِنْهَا مِنْ الْمَلَائِكَة أَكْثَر مِنْ جَمِيع مَنْ نَزَلَ مِنْ السَّمَوَات وَمِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس قَالَ فَتَنْزِل الْمَلَائِكَة الْكَرُوبِيُّونَ ثُمَّ يَأْتِي رَبّنَا فِي حَمَلَة الْعَرْش الثَّمَانِيَة بَيْن كَعْب كُلّ مَلَك وَرُكْبَته مَسِيرَة سَبْعِينَ سَنَة وَبَيْن فَخِذه وَمَنْكِبه مَسِيرَة سَبْعِينَ سَنَة قَالَ وَكُلّ مَلَك مِنْهُمْ لَمْ يَتَأَمَّل وَجْه صَاحِبه وَكُلّ مَلَك مِنْهُمْ وَاضِع رَأْسه بَيْن ثَدْيَيْهِ يَقُول سُبْحَان الْمَلِك الْقُدُّوس وَعَلَى رُءُوسهمْ شَيْء مَبْسُوط كَأَنَّهُ الْقَنَا وَالْعَرْش فَوْق ذَلِكَ ثُمَّ وَقَفَ فَمَدَاره عَلَى عَلِيّ بْن زَيْد بْن جُدْعَان وَفِيهِ ضَعْف فِي سِيَاقَاته غَالِبًا وَفِيهَا نَكَارَة شَدِيدَة وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيث الصُّور الْمَشْهُور قَرِيب مِنْ هَذَا وَاَللَّه أَعْلَم وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى : " فَيَوْمئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَة وَانْشَقَّتْ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمئِذٍ وَاهِيَة وَالْمَلَك عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِل عَرْش رَبّك فَوْقهمْ يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة " قَالَ شَهْر بْن حَوْشَب حَمَلَة الْعَرْش ثَمَانِيَة أَرْبَعَة مِنْهُمْ يَقُولُونَ : سُبْحَانك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك لَك الْحَمْد عَلَى حِلْمك بَعْد عِلْمك وَأَرْبَعَة يَقُولُونَ : سُبْحَانك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك لَك الْحَمْد عَلَى عَفْوك بَعْد قُدْرَتك رَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْهُ وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن عَبْد اللَّه إِذَا نَظَرَ أَهْل الْأَرْض إِلَى الْعَرْش يَهْبِط عَلَيْهِمْ مَنْ فَوْقهمْ شَخَصَتْ إِلَيْهِ أَبْصَارهمْ وَرَجَفَتْ كُلَاهُمْ فِي أَجْوَافهمْ وَطَارَتْ قُلُوبهمْ مِنْ مَقَرّهَا مِنْ صُدُورهمْ إِلَى حَنَاجِرهمْ قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا الْقَاسِم حَدَّثَنَا الْحُسَيْن حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان عَنْ عَبْد الْجَلِيل عَنْ أَبِي حَازِم عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ : يَهْبِط اللَّه عَزَّ وَجَلَّ حِين يَهْبِط وَبَيْنه وَبَيْن خَلْقه سَبْعُونَ أَلْف حِجَاب مِنْهَا النُّور وَالظُّلْمَة فَيَضْرِب الْمَاء فِي تِلْكَ الظُّلْمَة صَوْتًا تَنْخَلِع لَهُ الْقُلُوب وَهَذَا مَوْقُوف عَلَى عَبْد اللَّه بْن عَمْرو مِنْ كَلَامه وَلَعَلَّهُ مِنْ الزَّامِلَتَيْنِ وَاَللَّه أَعْلَم.
none
Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

كتب عشوائيه

  • بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو

    بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو : هذه الندوة شارك فيها نخبة كبيرة من العلماء والدعاة، وتحتوي على أربعة محاور: المحور الأول: الوسطية والاعتدال في القرآن والسنة. المحور الثاني: دلالة القرآن على سماحة الإسلام ويسره. المحور الثالث: الغلو: مظاهره وأسبابه. المحور الرابع: استثمار تعليم القرآن الكريم في ترسيخ الوسطية ومعالجة الغلو.

    الناشر: موقع الإسلام http://www.al-islam.com

    المصدر: http://www.islamhouse.com/p/144862

    التحميل:

  • التصوف المنشأ والمصادر

    التصوف المنشأ والمصادر: كتاب يشتمل على تاريخ التصوف ، بدايته ، منشأه ومولده ، مصادره وتعاليمه ، عقائده ونظامه ، سلاسله وزعمائه وقادته.

    المصدر: http://www.islamhouse.com/p/47326

    التحميل:

  • المفيد على كتاب التوحيد

    المفيد على كتاب التوحيد : قال الشارح - أثابه الله - « ألَّف الشيخ - رحمه الله - هذا الكتاب - كتاب التوحيد -؛ لبيان حقيقة التوحيد وشُعَبه وفضائله، وحقوقه ومكملاته، وما يحصل به تحقيقه، ووجوب الدعوة إليه، والتنبيه على حقيقة الشرك وأنواعه كالأكبر والأصغر، والجلي والخفي، وبيان شُعَبـِه وخصاله وخطره، ووجوب الحذر منه كله، قليله وكثيره، دقيقه وجليله وذرائعه، والتنبيه على ذرائعه من البدع وأمور الجاهلية وكبائر الذنوب وغير ذلك من المحرمات التي تنافي التوحيد بالكلية، أو تنقص كماله الواجب، أو تقدح فيه وتضعفه. لذا فهذا الكتاب كتاب عظيم النفع، جليل القدر، غزير العلم، مبارك الأثر، لا يُعلم أنه سبق أن صُنِّف مثله في معناه رغم صغر حجمه؛ لكثرة فوائده وحسن تأثيره على متعلِّميه، فينبغي حفظه وفهمه، والعناية بدراسته، وتأمّل ما فيه من الآيات المحكمات، والأحاديث الصحيحات، والآثار المروية عن السلف الصالح؛ لما فيها من العلم النافع والترغيب في العمل الصالح والهدى المستقيم، والدلالة على توحيد الله تعالى والإخلاص لـه، والتنبيه على بطلان الشرك والبدع وسائر ما حرّم الله تعالى من أنواع ذلك وفروعه ووسائله وما يُوصل إليه ».

    الناشر: شبكة الألوكة http://www.alukah.net

    المصدر: http://www.islamhouse.com/p/292933

    التحميل:

  • الاستشراق

    الاستشراق: كثيرًا ما يتردَّد على ألسنة الخطباء وفي الصحف والمجلات وفي الكتب كلمة (استشراق) وبخاصة عندما يكون الحديث عن الغزو الفكري أو الثقافي وآثاره السيئة، وقد بالَغَ البعضُ في ذم الاستشراق وكل ما يمُتُّ إليه بصلة، بينما يرى البعض أن الاستشراق إنما هو جهد علمي لدراسة الشرق، وبخاصة بعض الذين تتلمذوا على أيدي بعض المستشرقين؛ حيث يرون فيهم المثال في المنهجيـة والإخلاص والدقة وغير ذلك من النعوت المادحة. وقد صدرت كتابات كثيرة تتناول تعريف الاستشراق ونشأته وأهدافه ودوافعه ومناهجه، ولما كانت الموسوعة الوسيطة للأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة رأَت أن يُكتب عن الاستشراق لما له من تأثير في الفكر العربي الإسلامي المعاصر، فقد كانت هذه الصفحات التي تحاول أن تقدم تعريفًا للاستشراق وأهدافه وأثره في العالم الإسلامي في النواحي العقدية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، كما تتضمن الصفحات الآتية تعريفًا بأبرز المستشرقين ونبذة عن إنتاجهم الفكري.

    المصدر: http://www.islamhouse.com/p/343849

    التحميل:

  • صفة الوضوء والصلاة

    صفة الوضوء والصلاة: قال المؤلف: فهذه رسالة لطيفة نافعة في (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم) جمعناها تحقيقاً وامتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « صلوا كما رأيتموني أصلي » مع بيان صفة الوضوء قبلها، والأذكار بعدها. وقد أخذناها من كتابنا الجامع (مُخْتَصرُ الفِقْه الإسْلامي) وأفردناها لأهميتها، وحاجة كل مسلم إلى معرفتها.

    المصدر: http://www.islamhouse.com/p/380415

    التحميل:

اختر سوره

اختر اللغة